السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المعيشة في الكويت قديما
الغالبية من الكويتيون قديما من الطبقة الفقيرة وقله هم الأغنياء معيشتهم تتسم بالبساطة فحالهم يسيره وليست كما يتصورها البعض فالكثير منهم من يعيش على قوت يومه و يشقى الغني منهم و الفقير في سبيل كسب لقمة العيش في حين لا يجد البعض منهم المال الكافي لأطعام عائلتة في بعض الأحيان ومن الملفت للنظر عند حلول المساء في المدينة تجول الفقراء اللذين يطوفون و يطرقون أبواب بيوت الميسروبن من الأغنياء طلبا لوجبة المساء حيث أنهم من النادر أن يردون , ولتعريف الاخوة الأعضاء والزوار الكرام عن معيشه الكويتيون قديما سوف اتطرق في هذا الموضوع عن علمهم ومأكلهم ومشربهم ومسكنهم وملبسهم لكي يعرف إبناء الجيل الحالي كيف كانت معيشتهم اجدادهم في الكويت قديما بشكل مبسط.
عملهم : العمل قديما من مستلزمات الحياة الضرورية حيث يعمل الأبناء منذ الصغر أي قبل بلوغهم سن البلوغ لأعانة أهاليهم في معيشتهم الصعبة ومن النادر أن تجد الأبناء بلا عمل سواء الغني منهم والفقير فالكل يعمل في سبيل كسب لقمة عيشة حيث يعمل أبناء الأغنياء مع أهاليهم في تجارتهم حتي يتم صقلهم منذ صغرهم لتحمل المسؤولية أما العامة من الكويتيون فيعملون في مهنة الغوص وصيد السمك ونقل المياة وقطع ونقل الحجارة وغيرها من المهن الشريفة التى تتطلب الصلابة والصبر حيث يعمل البعض منهم بيوميات زهيدة لا تكاد تكفي قوت يومه فلم يكن العمل يعيب الرجل قديما مادام المهنة شريفه.
مشربهم ومأكلهم : المياه قديما شحيحة في البداية كانت المياه تجلب من الآبار الموجودة في المدينة ومع أتساع المدينة وزيادة عدد سكانها تم جلبها من الآبار المجاورة للمدينة و من الآبار البعيده عنها و مع الطلب المتزايد على المياة قام الكويتيون بجلب المياة من شط العرب لسد النقص وكانت لديهم مياة تستخدم للشرب وأخري للطبخ ومياة للاستخدام الحيواني والاستخدامات الأخرى حيث عانوا رحمهم الله الكثير من شحها وعذوبتها فلم يعرفوا التبذير في هذه النعمة , أماالاكل وعاداته فهي تختلف عما هي عليه في وقتنا الحالي فوجبتهم الرئيسية هي العشاء وتقدم أما قبل صلاة المغرب أوبعدها بقليل حيث يخلدون للنوم باكر , أما وجبة الغداء فتقدم قبل صلاة الظهر أوبعدها بقليل , في الافطار يفطر العامة على التمر و "الغبيبة" بقية العشاء" , أما الاغنياء فيفطرون على الخبز والمفروك " " والبثيث " وفي الغداء يأكل العامة التمر والمتوت " وهي " إسماك العمومي" الصغيرة المججففة أما الاغنياء يأكلون الخبز مع اللبن "المخيض " والتمر والارز وقليل ما يطبخ الأرز سواء مع الماش أو الربيان أو السمك المجفف , فلا يؤدم باللحم والسمك يوميا بل مره أو مرتين في الأسبوع طبعا هذا بالنسبة للاغنياء فما بالك بالفقراء وهم عامة الكويتيون و في الشتاء يأكل الاغنياء "الماتوت والرغيد و "العصيد" ولكن ليس بصفة مستمرة وقد يستغرب الكثير بقيامهم بمسح ايديهم بأرجلهم بعد أكل العصيد فلم يعرفوا الغسيل بالصابون بعد الاكل الأ فيما بعد.
مساكنهم: كانت مساكنهم قديما متلاصقة والممرات ضيقة الغالبية والبيوت صغيرة وعدد الغرف بها قليل ومساحات البعض منها لايتعدي 200 متر مربع أو أقل وتفتقر لابسط وسائل الراحة فلايوجد بها صرف الصحي لكنها كانت بنظرهم كبيرة أما البيوت الكبيرة وعددها قليل فهي للاغنياء وبها بعض من وسائل الراحة وليس كما يتصورها البعض فلا تكييف يقيهم من حرارة الصيف على عكس الوقت الحالي فبيوت الكويتيون الآن كبيرة تتوفر بها وسائل الراحة ومبنية على الطراز الحديث وبها الكثير من الغرف المجهزة بجميع وسائل الراحة.
قديما في الظهيره يقيل الكويتيون بعد الغداء ففي الصيف تراهم يهربون من بيوتهم و يذهبون للبحر لاخذ قسط من الراحة حيث يخلدون للنوم تحت ظل السفن الواقعة علي السيف أملين بهبوب نسيم هواء يلطف عليهم لواهيب صيف الكويت الحار حيث يقومون بتبليل "الوزار" بالماء وتغطيته اجسامهم به لكي يعطيهم برودة تنعشهم في اجواء الصيف الحارة ورغم حرارة الجو فكانوا يخلدون للنوم من شده التعب والشقي الذي هم فيه.
ملبسهم: ملبسهم قديما بسيط وليس به تكاليف و تبذير واسراف والسبب كما ذكرت الحال اليسيره لغالبيتهم وكانوا ينتظرون الأعياد بفراغ الصبر لكي يرتدوا الملابس الجديدة و يرتدي الرجال قديما لباس الرأس الشائع للعامة وهو "الغترة" ثم عرفوا فيما بعد الشماغ حيث يلبسونه في الشتاء , " العقال الطي"يلبسة كبار السن قديما ثم فيما بعدلبسوا "الشطفة " , والعامة منهم تلبس الدشداشة " الثوب " والأغنياء والشيوخ وكبار الشخصيات هم من يلبس الصديري والزبون والدقلة والبالطوا الذي ظهر لاحقا والأغنياء والشيوخ قديما كما يلبسون الرجال قديما "عباءة قيلان" المصنوعة بالأحساء وفيما بعد حل محلها البشت المتعدد الألوان أما السراويل الطويلة لا تلبس قديما الا فيما بعد وكانوا يلبسون "الوزار" بدلا منه و المتانقون بالملبس قليلون في الكويت وهم البعض من الشيوخ وكبار الشخصيات .
أما لباس القدم كان الكويتيون قديما يمشون حفاه وكان البعض منهم يلبس الخف " ويسمي " الزربول " الذي يصنع من الوبر ويعطي للخراز لوضع طبعة من الجلد من الخارج و قليل منهم من يلبس "النعال" وفيما بعد تدرجوا بعدها إلى لبس الاحذية بكافة أنواعها , اما لباس النساء فهو لباس محتشم فلايظهر وجه المرأة وعند الخروج ترتدي العبايه و " البوشية " وغيرها من ملابس النساء فما النادر قديما خروج المرأة من البيت سافرة لا قبل الزواج ولابعدة الا نادراً وذلك لزيارة أهلها وأٍقاربها.
وفي الحتام هذه نبذة بسيطة عن معيشة الكويتيون قديما حيث لم تكن معشيتهم سهلة و يلاحظ من معيشتهم قديما أنهم كانوا مقتصدين في معيشتهم وليس عندهم شي من السرف سواء في الملبس والمأكل ولم يعرفوا التفنن في أشكال الأطعمة قديما والسبب معروف آنذاك الأ وهو الفقر ورغم معاناتهم وصعوبه معشيتهم كانوا قنوعين ومتعاونين ومترابطين فالكبر والحسد ليس طباعهم ولم يعرفوا الراحة في حياتهم الا بعد ظهور النفط فحالهم اليوم تختلف عما هي علية قديما فالفقير في الكويت اليوم ينعم ويعيش ويأكل أفضل من الغني قديما حيث لايخلو الأكل في هذه الايام من اللحم والاسماك الا نادراً فسبحان الله مغير الاحوال والحمدلله على مانحن علية من نعمة رحم الله اهلنا قديما حيث عانوا الكثير في معيشتهم
تحياتي للجميع
اخوكم\ياقلبي ابتسم